اسطنبول في 28 يناير ،2024 الموافق 17 رجب1445ه

عقد مجلس مسلمي أوروبا بعون الله وتوفيقه، مؤتمره العام للدورة الثانية عشرة في مدينة اسطنبول / تركيا، في الفترة من 25 إلى 28 يناير 2024م، الموافق لـ 14 إلى 17 رجب 1445ه، وذلك بمشاركة ممثلي المؤسسات الأعضاء من عموم القارة الأوروبية إلى جانب عدد من الضيوف والأصدقاء. وقد شهد المؤتمر ندوة مفتوحة حول “تداعيات الشرق الأوسط على أوروبا – دور مسلمي أوروبا” حضرها العديد من الشخصيات الرسمية والحقوقية والسياسية والمجتمع المدني. وقد تضمنت أعمال المؤتمر مناقشة التقريرين الأدبي والمالي، كما تدارس المؤتمرون القضايا التي تهمّ المسلمين في أوروبا وخارجها، وخاصة انعكاسات الحرب على غزة على مسلمي أوروبا ومؤسساتهم. ونتيجة لهذه المداولات فإن المؤتمر العام:

1) يُـوصي مسلمي أوروبا بمواصلة القيام بدورهم الحضاري في تحقيق السلم والأمن المجتمعي في الساحة الأوروبية وتمثّل قيم الإسلام في التعامل مع الناس جميعاً، ويُؤكد في السياق نفسه على الدور الحضاري الذي لعبه مسلمو أوروبا في مجتمعاتهم عبر العقود الماضية.

2) يدعو مسلمي أوروبا إلى تعزيز انتمائهم الديني الإسلامي، والوطني الأوروبي، والعمل على توريث هذا الانتماء إلى الأجيال الجديدة.

3) يدعو مسلمي أوروبا إلى مواصلة جهود الانفتاح على قطاعات المجتمع المختلفة والتعاون معها بما يحقق المصلحة العامة لكافة فئات المجتمع. كما يدعوهم إلى تعميق انخراطهم ومشاركتهم في النسيج الاجتماعي والثقافي والحقوقي لمجتمعاتهم الأوروبية مع المحافظة على هويتهم الدينيّة.

4) يُؤكد على المشاركة الإيجابية في انتخابات البرلمان الأوروبي وأن يمارس مسلمو أوروبا حقهم في المواطنة الفاعلة.

5) يُعبّر عن قلقه البالغ حيال صعود مظاهر العنصرية وزيادة أحداث الاعتداءات على الحقوق والحريات، ورفضه المطلق للانتهاكات المتكررة لحق حريّة التعبير والتظاهر السّلمي في بعض البلدان الأوروبية، والتي زاد حجمها في علاقة بأحداث غزة.

6) يدعو الاتحاد الأوروبي خصوصا والمجتمع الدولي عموما إلى تكثيف الجهود للوقف الفوري لاستهداف المدنيين في غزة والتخريب الممنهج لكل أسباب الحياة فيها. ويثمّن في هذا الإطار مواقف وجهود بعض الدول الأوروبية التي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني وتعمل على تخفيف معاناته.

7) يُشيد بالدور الكبير الذي قامت به دولة جنوب أفريقيا في الدفاع عن الحق الفلسطيني والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة. وفي نفس السياق يثمّن القرار الصادر في 26 يناير 2024 من محكمة العدل الدولية، الذي أكد قبولها النظر في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة من طرف دولة جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الاسرائيلي، وصلاحيتها لمطالبته بإجراءات طارئة لوقف انتهاكاته بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية.

يدعو مسلمي أوروبا إلى تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، في إطار ما تتيحه القوانين الأوروبية، كما يدعوهم إلى مزيد استشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاههم، وبذل الجهود لرفع الظلم والحصار والتجويع عنهم، في إطار من الشراكة والتنسيق مع المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإغاثية.

9) يدعو المؤسسات الأعضاء في المجلس خاصة ومسلمي أوروبا عامة إلى العمل على توجيه الشباب المسلم في أوروبا وتوعيته لحسن التعامل مع الأحداث وخدمة القضايا العادلة من منطلق انتمائه الديني وفي كنف القوانين الأوروبية.

10)يُؤكد على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الإسلامية في أوروبا والوقوف في وجه المحاولات التي تسعى لتشويهها والنيل منها.

11)يدعو الاتحاد الأوروبي خاصة والمجتمع الدولي عامة إلى بذل مزيد من الجهود والمساعي لإنهاء الحروب والأزمات التي تهدد الاستقرار وتخلف الضحايا وتسبب الخراب والدمار وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب في السودان، والاضطهاد والتنكيل المتواصل لأقلية الروهنجا المسلمة في ميانمار…

والحمد لله أولاً وآخراً.

المؤتمر العام لمجلس مسلمي أوروبا