انعقدت الهيئة العمومية الرابعة من الدورة العاشرة لمجلس مسلمي أوروبا، بتوفيق من الله تعالى، خلال الأيام من 29 ربيع الثاني – 1 جمادى الأولى 1438 هـ، الموافق 26 – 29 يناير 2017 م، في مدينة إسطنبول – تركيا، بمشاركة قيادة المجلس وممثلي المؤسسات الأعضاء في الأقطار الأوروبية. وجرى حفل الافتتاح الرسمي بحضور كوكبة من الضيوف ضمت أكاديميين وإعلاميين وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأصدقاء المجلس.

وقد اطّلعت الهيئة على سير أعمال المكتب التنفيذي وتقارير مجلس الشورى، وفق خطة مجلس مسلمي أوروبا العامة للدورة العاشرة (2014 – 2018) وأبدت ملاحظاتها التقييمية على الأداء العام، وتدارست سبل التطوير المؤسسي للتقدم بمسيرة المجلس ومؤسساته الأعضاء، والسعي للارتقاء بأدوارها الحيوية في خدمة مجتمعاتها. كما تباحثت الهيئة في انعقادها عدداً من الموضوعات الهامة المدرجة على جدول الأعمال، والمتعلقة بآفاق التنمية الإدارية وخيارات التطوير الهيكلي على مستوى المجلس والمؤسسات الأعضاء، وذلك بما يتفق مع الرؤية المُطوّرة التي اعتمدها المجلس في بداية دورته الحالية. وقد أقرّت الهيئة مشروع تطوير هيكلة المجلس في موجّهاته الكبرى وثمّنت ما جاء به من أفكار وتصورات ونماذج يُنتظر أن ترتقي به وبمؤسساته لتكون في مستوى المرحلة.

وفي إطار المشروع ذاته أصدرت الهيئة في ما يتعلق بصفة المجلس وطبيعة علاقاته قرارا “تثبّت فيه أنه مؤسسة أوروبية ليس لها أي ارتباط إداري أو تنظيمي بمؤسسات أو هيئات خارج أوروبا وأنه يبني علاقاته على أساس من الانفتاح والتعاون من أجل الصالح العام”.

كما تخللت أعمال الهيئة ندوة فكرية تناولت بالنقاش والتحليل الواقع الأوروبي وتطوراته، في محاولة لرصد وتحليل المتغيرات التي تمتد تأثيراتها إلى مسلمي أوروبا بشكل خاص. وقد شمل ذلك ظاهرة الإسلاموفوبيا، ومخاطر العنصرية المصاحبة لصعود القوى المتطرفة، والاعتداءات المتزايدة التي تستهدف القيم الانسانية والتعايش السلمي في المجتمع الاوروبي قبل أن تستهدف دور العبادة. وخلصت الهيئة في هذا الملف إلى توصيات هامة تتمحور في مجملها حول الآليات المثلى للتفاعل مع تحديات المرحلة الراهنة، مع التأكيد على رفض السياسات والممارسات العنصرية، إضافة إلى أهمية العمل المشترك بين كافة مكونات المجتمع لمواجهة ثقافة الإقصاء المتصاعدة، والدفاع عن الحرية الدينية والمساواة وتكافؤ الفرص.

وفي سياق متصل أشادت الهيئة بالجهود المتميزة التي تبذلها المؤسسات الإسلامية في تعزيز الوعي الديني المعتدل في أوساط المسلمين، والتوعية بمخاطر التطرف، والوقاية من أفكار الغلو والتشدد التي تهدِّد الأمن والاستقرار الاجتماعي. وأكدت الهيئة على أهمية العمل بمقتضى رسالة المجلس في “التعريف بالإسلام، وتشجيع مسلمي أوروبا ومساعدتهم على ممارسة شعائرهم الدينية، والإسهام الفاعل في مختلف جوانب الحياة، في إطار من الفهم الوسطي وضمن منهج إصلاحي تجديدي”، وما يترتب على ذلك من أهداف استراتيجية.

على صعيد آخر استعرضت الهيئة جملة من القضايا الخارجية ومدى تأثيرها في الواقع الأوروبي، وأعربت عن قلقها البالغ من تدهور الأوضاع في عدد من الدول العربية والإسلامية والإفريقية، وتفشِّي الاضطرابات الطائفية، واتساع النزاعات التي تغذِّي الكراهية والتطّرف، محذرة من خطورة هذه التطوّرات على أمن الشعوب وتعايش المجتمعات وتطلّعاتها في الاستقرار والحرية والازدهار. وتوجّهت الهيئة بالدعوة إلى بذل مزيد من الجهود لإنهاء تلك الأزمات المزمنة، وجددت الدعوة لاحترام حقوق الإنسان، والسعي لتحقيق الاستقرار، وتطوير التعاون في إطار القواسم المشتركة والقيم الإنسانية.

مجلس مسلمي أوروبا

الهيئة العمومية

27 جانفي 2017