بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

رسائل في زمن الكورونا

الرسالة الثانية

الذكر والدعاء عند المحنة والبلاء

كان نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام إذا حزبه أمر فزع الى الصلاة، فالشدّة والمحنة والبلاء تذكرنا باللجوء إلى الله والأوبة إليه والبحث عن ركن شديد نأوي إليه. أزمة فيروس كورونا، التي ملأت أرجاء الأرض، تخفي وراءها نداء خفيّا إلينا، أنْ عباد الله عودوا الى ربكم، تضرّعوا إليه، وادعوه خوفا وطمعا، فالدعاء يُستدفع به البلاء، وربّنا الذي ندعوه، ما سأله أحد من عباده إلا أعطاه مسألته، أو ادّخر له خيرا منها، أو صرف عنه من السوء أعظم منها، كرما منه سبحانه وإحسانا وتفضّلا. فلنقتدي بسنّة نبينا وهديه:

– لنجعل للدّعاء نصيباً من أوقاتنا وخصوصا ما كان فيها الدعاء أقرب الى الإجابة

– لنحيي سنّة قنوت النوازل بالدعاء في الركعة الأخيرة من الصلوات المكتوبة (قبل ركوع الركعة الأخيرة أو بعد الاعتدال منها)

– لنكثر من ذكر الله عز وجل وأفضل الذكر تلاوة القرآن

– لنتحرى الإخلاص عند الدعاء ولنُلحّ فيه ونكون على يقين من الاستجابة

– لنسارع إلى التوبة من الذنوب والمعاصي ولنعزم على الاستزادة من الطاعات والقربات

لقد حلّ بالبشرية الضرر وأصابها الخوف والقلق، وليس لهذه الأزمة من كاشف إلاّ الله… فلنتوجه إليه مخلصين له الدعاء ملحين عليه في الإجابة فهو قريب سميع مجيب.

“وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ” البقرة – 186

مجلس مسلمي أوروبا