الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

وبعد

تابع المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث إقدام صحيفة شارلي إبدو الفرنسية على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وما وقع من سخرية وحرق للقرآن الكريم في مدينة مالمو السويدية، والمجلس إذ يستنكر ويدين بشدة ويرفض تكرار هذه الإساءات ليؤكد على ما يلي:

1- إن الإساءة إلى المقدسات الدينية أيّاً كانت ليست من قبيل حرية التعبير أو حرية الرأي ، بل تتعارض مع حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادر في 15 فبراير 2011م الذي أكَّد على أن الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم لا تدخل ضمن حرية التعبير، كما أكدت المحكمة على حق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية والحفاظ على السلام الديني في المجتمع.

2- إن المجلس يرفض بقوة هذه التصرفات وينكرها، ويعتبرها اعتداءً على مشاعر ما يزيد على ملياري مسلم حول العالم، وعلى عشرات الملايين منهم في أوروبا، وإهانةً لهم، وجرحاً لمشاعرهم، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على روح التسامح والتعاون والوئام بين المسلمين والأوروبيين بصفة عامّة، وبين الأوروبيين ومواطنيهم من المسلمين بصفة خاصّة .

3- إن المجلس يعتبر مثل هذه التصرفات مناقضة لجهود المؤسسات الإسلامية المعتدلة في الغرب ومنها المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث التي تعمل على بث روح التسامح والتعايش السلمي، وحفظ السلم الاجتماعي في المجتمع الأوروبي، كما يُضعف ثقة المسلمين في دعوة الحكومات الأوروبية إلى الإندماج والتعايش واحترام القانون.

4- والمجلس في هذا المقام يدعو أنصار حقوق الإنسان، والهيئات الأخلاقية والدينية، ومنظمات المجتمع المدني، وأهل الحكمة من العقلاء والساسة والإعلاميين والمفكّرين إلى التصدي لانتهاك المقدسات التي تؤجج مشاعر الكراهية في مجتمعاتنا الأوروبية.

5- والمجلس يدعو المسلمين في أوروبا إلى التزام الحكمة في الدفاع عن مقدساتهم، واتباع السبل القانونية السلمية في ذلك، والابتعاد عن كلّ ما له صلة بالعنف وتجاوز القانون، والتحلَي بسعة الصدر والسماحة واللين، وتجسيد قيم وأخلاق القرآن في سلوكهم ومعاملاتهم ؛ لإبراز الصورة الحضارية للإسلام والمسلمين.

والحمد لله رب العالمي