رسائل في زمن الكورونا:

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

الرسالة السادسة:

مع أسرتك… نحو برنامج مفيد.

في ظاهرة نادرة، دخلت أغلب الأسر الأوروبية في حجْرٍ صحّي نسبي أو كلي، ويمكن للمسلمين أن يعتبروا ذلك فرصة نادرة لتوثيق الصلة بين أفراد العائلة، والاستفادة من الفراغ والاجتماع. وإن كانت الاستفادة من الوقت واجبًا شرعيًا وشرطاً للنجاح في الأوقات العادية، فهي أوكد وألحّ في هذه الظروف الاستثنائية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ” (رواه البخاري). ومن بين المقترحات التي يمكن أن تحقق هذا الغرض في ظروف الحجر الصحي ولزوم البيت:

– أداء صلاة الفجر جماعة، وقراءة طرف من الأدعية والمأثورات

– وضع برنامج لحفظ ومراجعة ما تيسر من القرآن الكريم

– إجراء حوارات بسيطة مع الأطفال تعرف بأسماء الله تعالى وصفاته، والإيمان بالقدر واليوم الآخر، وتذكر بعظمة الله تعالى وفقرنا وحاجتنا إليه عز وجل، وأن كل لحظة في هذه الحياة هي فرصة عظيمة للرجوع إلى الحق وتحقيق فريضة الاستخلاف

– متابعة التحصيل المدرسي وتدارك الضعف المحتمل في بعض المواد

– إطلاق حملة بين العائلات لقراءة الكتب وتداول الآراء والانطباعات حولها عبر إحدى تطبيقات التواصل الاجتماعي

– إطلاق مسابقات للأطفال والشباب، في الخط والرسم والتعبير، متعلقة بمكافحة الوباء، كالتعبير عن تقدير الأطباء والممرضين والثقة في التغلب على الفيروس

– تنظيم استعمال الهواتف والألعاب الإلكترونية بالنسبة للأطفال

– تخصيص وقت للترفيه بالألعاب المشتركة والمسابقات الذهنية

– الاشتراك في بعض التمارين الرياضية داخل المنزل أو خارجه لمن يتيسر له ذلك

ولنتذكر جميعا، أن مسؤوليتنا تجاه أنفسنا وأهلينا، لا تكمن فقط في الحماية من أمراض البدن ، وضمان النجاح في الدنيا، ولكن تشمل أيضاً، الوقاية من أمراض الروح وأدران القلوب، وضمان الفلاح في الآخرة ونيل رضا الله عز وجل.

قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ” (التحريم – 6)

وقال أيضاً: “وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى” (طه – 132)

مجلس مسلمي أوروبا