أمام تصاعد وتيرة الأحداث المُؤلمة في الشرق الأوسط، لم تبق مجتمعاتنا الأوروبية بمنأى عن التأثّر بها. غير أن هذا التأثر أخذ في الفترة الأخيرة منحى سلبيّا يكادُ يهدّد السّلم المُجتمعي. ولأنّ الوُجود المسلم معنيّ بهذا التأثّر، وعليه كما على كلّ مكونات المجتمع مسؤولية الحفاظ على السّلم المجتمعي، فإنّنا في مجلس مسلمي أوروبا:
– ندعو الجميع إلى ترك كل قول أو فعل يدعو إلى الكراهية أو يُحرّض عليها من أيّ كان ضدّ أيّ كان. ونحن نُدين كل أفعال وأقوال الكراهية مهما كان مصدرها
– الوجود المسلم الأوروبي، وككلّ مسلمي العالم، لهم علاقة خاصة وشعور عميق تجاه القدس والمسجد الأقصى، وهذه العلاقة وهذا الشعور منبعُه وأساسُه ديني. وعليه فإنّه من الخطأ تفسير وتأويل كلّ تعاطف لهم مع قضية الأقصى والمدافعين عنه بأنه تعاطف مع أيّ من الفصائل أو المكونات الفلسطينية. نذكّر هنا، وأنّه ولوقت قريب، بأنّ قوات الاحتلال عمدت إلى اقتحام المسجد الأقصى وترويع المصلين والتنكيل بهم في أكثر من مرّة.
– إنّ الأولويّة اليوم هي لتكثيف الجهود لوقف المأساة والكارثة الإنسانية في غزة والمنطقة، وكلما طال أمد هذه المأساة، كلما زاد التوتّر حدّة. دَعوتنا مُلحة لفتح المجال لقوافل الإغاثة الإنسانية وتيسير عملها تحت حماية دولية للتخفيف من المأساة المتفاقمة في قطاع غزة على وجه الخصوص.
– إن المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة، وعجزه فيما مضى عن تطبيق القرارات الدولية هو الذي أوصل إلى انسداد الآفاق وتأزم الأوضاع.
وعليه فإنّنا ندعو الاتحاد الأوروبي والحكومات الأوروبية إلى تكثيف الجهود لإيجاد حلّ عادلٍ ودائمٍ لهذا النّراع، وبداية ذلك في تطبيق القرارات الدولية – مسلمو أوروبا مدعوون في دعمهم لحق الشعب الفلسطيني إلى الانضباط إلى القوانين والإجراءات المُنظمة والالتزام بها، وتوخّي الأساليب الحضارية للتعبير عن الرأي. وفي السياق نفسه فإننا نعبّر عن انشغالنا للتضييق على حرية التعبير والاختلاف في الموقف والتحليل الذي تشهده بعض البلدان الاوروبية.
مجلس مسلمي أوروبا
12 اكتوبر 2023